عمادهيكل ادارة المــــوقع
عدد المساهمات : 201 تاريخ التسجيل : 16/03/2009 العمر : 44
| موضوع: البصـرة الخميس أبريل 16, 2009 5:41 pm | |
|
عدل سابقا من قبل عمادهيكل في الخميس أبريل 16, 2009 5:44 pm عدل 1 مرات | |
|
عمادهيكل ادارة المــــوقع
عدد المساهمات : 201 تاريخ التسجيل : 16/03/2009 العمر : 44
| موضوع: رد: البصـرة الخميس أبريل 16, 2009 5:42 pm | |
| وتتوهج على شط العرب المقاهي، ومن أبرزها مقهى البدر، التي تم افتتاحها عام 1945، يتعطر روادها بأريج الماضي، ويتبادلون أطراف الحديث عن أخبار الوطن والأدب وهموم الناس في المهجر، لم تغير اسمها، على الرغم من تغير مسميات الشارع الواقعة فيه من شارع الأمير عبد الإله إلى الحرية ثم الكورنيش، وبعدها شارع الشهداء ثم الكورنيش مرة أخرى، هي مقهى بدر شاكر السياب، وسعدي يوسف، وزكي الجابر، ومحمود البريكان، وفيصل لعيبي، وعادل كاظم، وغيرهم كثير غادروها، وهي أيضا التي يتماشى فيها أدباء ومثقفون وأساتذة الجامعة وفنانون وأطباء ومتقاعدون وطلبة الجامعة من المحافظات، لها تقاليد عمل وعلاقات إجتماعية وثقافية مع روادها، هي توأم مقاهي عرب و حسن عجمي والبرازيلية والزهاوي والرصافي في بغداد، وهي من جيل مقاهي توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ومحمود العالم ونجيب سرور في مصر، وتحتضن البصرة عالم الأهوار الساحر، وهي أراضي منخفضة يدخلها النهران الخالدان بعد رحلتما الطويلة والشاقة، وهما نهران مختلفان، وما يحدث لأحدهما لا يحتم حدوثه للآخر، فمرة يأتي موسم فيضان دجله عاليا، بينما فيضان الفرات شحيحا واطئا، كما يختلفان في الطول، فدجله لا يتعدى طوله 1718 كيلو مترا في العراق، والبقية في سورية، بينما يصل طول نهر الفرات 2330 كيلو مترا، منها 1200 كيلو متر في العراق، و675 كيلو مترا في سورية، و455 كيلو مترا في تركيا وبعدها، ويصبان هذان النهران أحمالهما من المياه في الأهوار، ثم يخرجان بعد التقاط أنفاسهما منها باتجاه الجنوب، مكونين شط العرب، حيث تندفع فيه المياه لتصطدم بمياه الخليج العربي في منطقة الفاو، أقصى جنوب البصرة.كما تشتهر البصرة بأسواقها الحديثة والتراثية، ومن أشهرها سوق الهنود، التي سميت بذلك لكثرة محلات الهنود المقيمين فيها، ومن عراقيين يتاجرون بسلع هندية يستوردها هنود أو يستوردها تجار المدينة الكبار أيضا، خاصة التوابل، والبهارات، وماء الورد، ومطيبات الأطعمة، والعنبة الطازجة والبخور، وتمر الهند، والأقمشة، وهو يمتد من ضفة نهر العشار ويتجه إلى شارع أبي الأسود، ويحوي محلات الأقمشة والملابس والصيدليات والمكتبات والفنادق. من هذا السوق تتفرع أزقة عديدة. بعضها ضيق جدا وبعضها الآخر عريض، فيها مراكز بيع الفواكه، والقهوة البرازيلية، والشاي السيلاني، والسكر الفرنسي، والقند الإيراني، والأقمشة الانكليزية. ومن معالم المدينة أيضا بيوت البصرة التراثية بشناشيلها المعروفة، التي نسجها المعماريون وفق طرز فريدة من الجمال والروعة، تبرز منها واجهاتها الخشبية، التي تحمل أريج الماضي، المفعم بمحبة المدينة ودفء ألفة الشوارع والأزقة، حتى سميت البصرة مدينة الشناشيل، وخلدها شاعرها السياب بديوانه (شناشيل ابنة الجلبي). لم يلجأ المعماريون والبناءون قبل أكثر من ثلاثة قرون إلى هذا الطراز من بناء البيوت، الذي يدخل الخشب في معظم تصاميمه لأسباب تتعلق برخوة الأرض وقدرتها على تحمل الطوابق العليا وقتذاك فحسب، بل لتداعيات مناخية وجمالية ساهم توفر الخشب الذي يصل إلى البصرة عن طريق البحر، وبما يمنحه من حرية الحركة وسهولة التحكم ومرونة التشكيل، إلى اعتماده وبما يرضي الذوق العام، ويجعل من واجهات هذه البيوت بما يشبه لوحات تشكيلية زاخرة بفنون الزخرفة والخط والأشكال الهندسية المتداخلة.واشتهرت البصرة بفرقتها للفنون الشعبية على مدى أكثر من ربع قرن، من خلال عروضها الفنية المستوحاة من فلكلور المدينة وموروثها الحضاري، الذي جسدته بأداء متناغم بين رقص إيحائي وكلمات عذبة ولحن جميل، في لوحات من أبرزها الهيوة، والخشابة، والسامري، والخماري، والنوبان، والنهم، وعشق صياد، والجنية والكاسور، حتى باتت الفرقة أحد المعالم الحضارية للمدينة، تستقبل المشاركين بمهرجانات المربد السنوية بكل جديد، كما عرفتها مسارح موسكو وبرلين ولندن وباريس ومدريد، ونالت الجوائز في المهرجانات العالمية، وصفق لها متذوقو الفنون الشعبية في معظم دول شمال أفريقيا، وانتزعت إعجاب الناس في دول مجلس التعاون الخليجي. وفي مجال الرياضة والشباب، تستعد محافظة البصرة لاستضافة دورة الخليج العربي 21 لكرة القدم، المقرر إقامتها عام 2013.
وقال محمد مصبح الوائلي، محافظ البصرة: إن «قرار دول الخليج العربي إقامة خليجي 21 في العراق وفي محافظة البصرة على وجه الخصوص، ليس وليد مقررات خليجي 19، الذي أقيم مؤخرا في سلطنة عمان، بل يعود إلى الدورة التي سبقتها في دولة الإمارات العربية المتحدة» وأكد أن «اختيار محافظة البصرة لإقامة الدورة يأتي لعدة أسباب، من بينها قرب البصرة من دول الخليج العربية، والعلاقة التاريخية والأسرية بين أهل البصرة والمجتمعات الخليجية، فقد كانت البصرة قبل اكتشاف النفط مركزا تجاريا مهما لدول الخليج العربي، يتسوق منها الخليجيون التمر والقمح وحتى الماء العذب، وهذا ما أكسب تعاطف شعوبهم على المدينة، التي تعرضت لحروب متواصلة خلال نصف قرن مضى». | |
|